خطة التطوير المسماة E1
Map Details
حاولت إسرائيل تحقيق "أهدافها" في مستقبل مدينة القدس، كمدينة "موحدة" تحت سيادتها من الغرب إلى الشرق وذات أغلبية سكانية يهودية! وبتجريد القدس الشرقية المحتلة من الفلسطينيين وزيادة عدد المستوطنات داخل حدود البلدية وحولها. إن الأداة التي تستخدمها إسرائيل في إعادة تشكيل كيان المدينة عرقياً لتتناسب مع أغراضها تتمثل في استيلاءها و وتحكمها بالموارد الأساسية للمدينة (أي أرضها).
شكلت إسرائيل حلقة من المستوطنات الكبيرة الموجودة خارج حدود البلدية بهدف تطويق القدس الشرقية التي قررت "ضمها" وتوسيع حدودها المحتملة. وتم ربط هذه المواقع بواسطة طرق التفافية ووصلها بمناطق صناعية. تشكل هذه المناطق "الطوق الخارجي" لمستوطنات القدس، وتوفر دعماً للبنية التحتية للمستوطنات الواقعة داخل الضفة الغربية - حول رام الله وبيت لحم وأريحا.
من بين هذه المستوطنات معاليه أدوميم، وهي الحدود التي تم توسيعها عام 1994 لتشمل المنطقةE-1 : وهي عبارة عن ممر أرضي ضيق وبدائي يمتد إلى شرق القدس ويعد جزءاً من الضفة الغربية (المنطقة ج). تحد المنطقة مستوطنة التلة الفرنسية من الغرب، ومستوطنة كيدار من الجنوب، ومستوطنة معاليه أدوميم من الشرق، ومستوطنة علمون من الشمال، وبلدة أبو ديس الفلسطينية من الجنوب الغربي. تصور إسرائيل مخطط E-1، والذي سيشكل حي سكني إسرائيلي جديد (ميفاسيريت أدوميم) وسيضم حوالي 12،000 دونم، علما بأن جزء كبير من هذه الأراضي هي أملاك خاصة للفلسطينيين. وقد دعمت كل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة حتى الآن مشروع خطة تواصل جغرافي بين مستوطنة معاليه أدوميم والقدس إلا أنها قد امتنعت أيضا عن تنفيذ أي عملية بناء ضخمة وفقاً للتفاهم مع الإدارة الأمريكية على أن يتم تحديد مصير هذه المنطقة في إطار "عملية السلام"، وبسبب الضغوط الدولية.
وفيما جمدت خطة E-1في الوقت الحاضر(2014) وتوقف تنفيذها لأسباب سياسية، إلا أنه تمت الموافقة على مشروع طرحته وزارة الصناعة والتجارة عام 2002 من أجل تأسيس مركز للتوظيف الحضاري وإدارة الأعمال يهدف إلى خدمة كلا من معاليه أدوميم وبلدية القدس على مساحة من الأرض يبلغ حجمها (1,350) دونم في القسم الشمالي الغربي من مخطط E-1، ولكنه لم ينفذ بعد. وفي منتصف عام 2004، بدأت حكومة شارون بأعمال البنية التحتية مثل فتح الطرق. وتمت الموافقة عام 2005 على مخطط آخر لبناء مقرات جديدة ل "شرطة لواء يهودا والسامرة "على مساحة من الأرض تبلغ 180 دونم في وانتهى بناءها في عام 2008. وينظر إلى ذلك كخطوة إستراتيجية لاستمرار السيطرة على المنطقة لأسباب التوسع والتطوير اليهودي المستقبلي.في المطالبة بالمنطقة من أجل التنمية اليهودية.
يتصدر مخططE-1 منذ ذلك الوقت عناوين الصحف إلا أنه لم تُقدم أية حكومة إسرائيلية حتى الآن على إعطائه الضوء الأخضر، ويرجع ذلك أساسا إلى الضغط الدولي. أعلنت إسرائيل أنها ستستأنف أعمال التخطيط والتقسيم في منطقة E-1كردة فعل على قرار الجمعية العمومية رقم 67/19 بتاريخ 29 تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2012 برفع مكانة فلسطين لدولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، و احتج على ذلك العديد من حكومات الاتحاد الأوروبي.
كشفت إسرائيل من خلال مخطط E-1 عن خطتها لتوحيد مستوطنة (معاليه أدوميم) والتي تعد أكبر مستوطنة في الضفة الغربية مع أراضيها الواقعة في "الحلقة الداخلية" في القدس الشرقية من خلال مشروع تنمية سكنية وصناعية و'ترفيهية'. ومن المتوقع أن يضم مخطط E-1 ما بين 3،500-15،000 وحدة سكنية، ومقرات شرطة "لواء يهودا والسامرة" التي تم الانتهاء من بناها ، ومنطقة صناعية كبيرة، وبنية تحتية موسعة للسياحة ، تتضمن العديد من الفنادق، والمناطق التجارية، وكذلك الطرق و مكب للقمامة ومقبرة.
وتدعي إسرائيل أن مخطط E-1 ذو أهمية إستراتيجية لمصالح أمنها القومي، وخاصة فيما يتعلق بالقدس ومستوطنة معاليه أدوميم، فضلا عن النمو الطبيعي للأخيرة. يعارض الفلسطينيون - بدعم من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي – هذا المخطط بشدة. حيث أنه في حال تنفيذها ستعمل على قطع الضفة الغربية إلى قسمين، وستقضم المساحة الأخيرة من الأراضي المفتوحة المتوفرة للتطور العمراني الفلسطيني، وسيصبح من المستحيل إقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي، وفي ظل تنفيذ الخطة سيصبح من المستحيل الوصول إلى اتفاقية حول الحدود الدائمة.